مجتمع

الخطاب العاطفي بين الزوجين: أين الخلل؟

صورة تعبيربة من الأرشيف

الرباط/ يومه الجمعة 30 ماي 2025

بقلم جليل

كما جاء البارحة في نقاش دار بيني و بين صديقة لي، نلاحظ، في مجتمعنا الذي لا يزال يعاني من تخلف في المفاهيم العاطفية، غيابا ملفتا للخطاب الحميمي بين الزوجين. فبدلا من أن يكون الزواج علاقة مليئة بالحب والتواصل، نجد أنفسنا أمام أزواج يتواصلون كما لو كانوا غرباء بعضهم البعض. لا خطاب غرامي، لا تعبير عن المودة والحب والعشق، لا تغريدات رومانسية، ولا هم يحزنون. الأمر يبدو مضحكا ومؤسفا في نفس الوقت، خاصة عندما نرى الأزواج ينادون بعضهم البعض بألقاب رسمية تبعث على الاندهاش و الاستغراب، مثل “الحاجة” أو “الشريف”، دون أن يعبروا عن مشاعرهم الحقيقية. نسينا أن الخطاب العاطفي يعزز الشعور بالأمان و الثقة و يقوي روابط الحب و الوئام.

 

ما أجمل، حتى نعطي هنا أمثلة تعكس نموذجا مخالفا هذه المرة، أن تستمع إلى صديقة ملهمة تطلق على زوجها “شريك عمري و رفيق دربي في هذه الحياة”، أو إلى صديق ينادي حبيبته “كبيدة ديالي” بابتسامة حانية و دافئة؛ (و الصديقان المعنيان هنا سيتعرفان على أنفسهما في هذه السطور). كلمات تهمس في الأذن و تزرع الاطمئنان و الدفىء في القلب. كلمات، كما جاء في الأغنية التي أقترحها عليكم في الوثيقة المرفقة، ليست كالكلمات، تقلب التاريخ و تنسي المرقص و الخطوات. كلمات تعيد عقارب ساعة الحب و الشغف إلى الحياة.

 

حان الوقت إذن ان نخضع الموروث الثقافي في هذا الميدان للمراجعة، كونه يقمع مشاعرنا ويحرمها من التعبير العفوي و الحر. يجب، و لو أن شرح الواضحات يعد من المفضحات، أن ندرك أهمية التواصل العاطفي في العلاقات الزوجية، وكيف يمكن أن يؤثر على استقرار العلاقة ونجاحها. كم هو جميل أن يعبر المرء عن مشاعره بصدق وحرية، دون خوف من الأحكام أو النقد أو ترهات من يندرجون في أخلاقيات العبيد، و في مفاهيم “الحشمة” و “الحياء” الغبية و المتجاوزة!

 

جليل 👇

 

http://www.salidor.com/

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى