مجتمع

المراة المغربية والمسيرة الخضراء

الرباط الأحد 05 نوفمبر 2023

مدير النشر:

المسيرة الخضراء التي نظمت في السادس من نوفمبر عام 1975 كانت حدثًا تاريخيًا هامًا في المغرب، وقد لعبت المرأة دورًا بارزًا وحاسمًا في هذه الفعالية الوطنية التي أبدعها جلالة الملك الحسن الثاني، طيب الله ثراه. فقد أظهرت المرأة المغربية خلال المسيرة الخضراء قدراتها القيادية والنضالية، وساهمت بشكل كبير في تحقيق الأهداف المرجوة من هذه الحركة الوطنية.

تعد المرأة المغربية شريكًا فعّالًا في المجتمع وتاريخه، ولطالما كان لها دور مهم في النضال من أجل الحرية والعدالة والمساواة. في سنة 1975، أعطى الملك الحسن الثاني إنطلاق  المسيرة الخضراء لاستعادة الصحراء المغربية، وهي المنطقة التي كانت تحت الاحتلال الإسباني. وفي هذا السياق، لم تكن المرأة المغربية مجرد مشاركة في المسيرة، بل كان لها دوراً فاعلاً في كل جوانب هذه الحركة الوطنية.جانب من النساء المشاركات خلال المسيرة الخضراء 1975

لقد شاركت المرأة المغربية في المسيرة الخضراء بشكل واسع ومتنوع. وقد أدت دورًا مهمًا في تنظيم الفعاليات والتحضيرات المسبقة للمسيرة، حيث قامت بتنظيم المظاهرات والاحتجاجات المسبقة وتعبئة الجماهير. وعبرت المرأة عن تضامنها الكامل مع هذه القضية الوطنية الهامة.

وقد قامت المرأة المغربية أيضًا بالمشاركة الفعلية في المسيرة الخضراء نفسها. فقد مشت جنبًا إلى جنب مع الرجال في طريقهم إلى الصحراء المغربية، حيث قدموا رمزية الحدود التي يرغبون في استعادتها. ولقد أظهرت النساء القوة والصمود والشجاعة في وجه التحديات والصعوبات التي تعترض طريقهن.

بالإضافة إلى ذلك، لعبت المرأة المغربية دورًا هامًا في رفع الوعي الدولي بقضية الصحراء المغربية. فقد شاركت النساء في الفعاليات الدبلوماسية واللوبيات الدولية، حيث نقلن رسالة المغرب وحقوقه  إلى المجتمع الدولي. وبفضل جهودهن، تمكن المغرب من كسب الدعم الدولي والاعتراف بشرعيته في قضيته.

يجب أن نذكر أن أداء المرأة المغربية في المسيرة الخضراء لم يكن مفاجئًا، بل كان متوقعًا نظرًا للدور الذي تلعبه المرأة في المجتمع المغربي بشكل عام. فهي تعتبر ركيزة أساسية في الأسرة والمجتمع، ولديها تأثير قوي على القرارات العائلية والاجتماعية.

المسيرة الخضراء لم تكن مجرد عملية تحرير أراضٍ، بل كانت تعبر عن إرادة شعبية وطنية تجمعت حولها جميع شرائح المجتمع بما في ذلك النساء. وقد أظهرت المرأة المغربية خلال هذه الفترة إصرارًا وإلتزامًا قويًا في دعم القضية الوطنية والعمل من أجل تحقيق الاستقلال الكامل للمغرب.

يجب أن نذكر أيضًا أن المرأة المغربية لم تكن تعاني فقط من الاحتلال الإسباني للصحراء المغربية، بل أيضًا من الآثار الاجتماعية والاقتصادية لهذا الاحتلال على الشعب المغربي بأسره. وكانت المرأة المغربية تعيش تحت ظروف صعبة وتواجه تحديات متعددة في حياتها اليومية.

لذلك، فإن دور المرأة في المسيرة الخضراء يعكس قوة وصمود وتضحية المرأة المغربية في سبيل تحقيق الحرية والعدالة. كما يبرز دورها الفعال في الحركات الوطنية والنضالات التي تسعى لتحقيق التغيير والتحرر.

في الختام، يجب أن نؤكد على أن المرأة المغربية لعبت دورًا لا يمكن تجاهله في المسيرة الخضراء سنة 1975. كانت شريكًا حقيقيًا في النضال الوطني وأظهرت قدرات قيادية ملموسة في تحقيق أهداف هذه الحركة الوطنية. وبفضل إسهاماتها، تحقق المغرب استعادة السيادة على الصحراء المغربية وتحقيق الوحدة الترابية، وسط تضحيات وتعاون جماعي من جميع أفراد المجتمع المغربي.

مجلة عائشة+وكالات

http://www.salidor.com/

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى