
إن التوجهات الإستراتيجية للمملكة المغربية أضحت تحتم على المغرب عقد شراكات متعددة الأهداف مع عدة دول صديقة و ذلك مند أن أعلن صاحب الجلالة نصره الله عن الإنتهاء مع سياسة القطب الواحد و إعطاء الإنطلاقة لعلاقات تجارية رابح رابح
و بفضل الشراكة الاستراتيجية المتعددة الأوجه التي تربط المغرب مع عدد من الشركاء الجدد على رأسهم الصين واسبانيا وألمانيا وبريطايا و كذلك نحو كوريا الجنوبية. يبدو أن الشراكة المغربية الفرنسية في مجال السكك الحديدية إنتهى عهدها
وفي هذا الصدد كشفت مصادر مطلعة أن هناك تطورا جديدا في مشروع خط فائق السرعة الذي سيربط الدار البيضاء بأكادير عبر مراكش بعدما دخلت ألمانيا السباق وأعلنت أنها تتطلع إلى استكمال هذا المشروع الضخم متفوقة على الصين و فرنسا.
وقد ناورت باريس كثيرا للظفر بالصفقة و الاستفادة من تجربتها الأولى في المغرب TGV Tangier-Casablanca لتمديد الخط لكن الازمة بين باريس والرباط ستحول دون ذلك في حين أعربت بكين مرارًا وتكرارًا عن اهتمامها بهذا المشروع و الوقوف كمنافس قوي لفرنسا، لكن اليوم ظهر منافس ثالث ويتعلق الأمر بألمانيا صاحبة الخبرة الطويلة في عالم السكك الحديدية.
وتقف الشركات الفرنسية المهتمة بالصفقة محتارة من أمرها هذه الأيام، إذا أخذنا بعين الإعتبار أن الإهتمام ألماني بهذا المشروع أقفل جميع المنافذ و الآمال على الفرنسيين الذين إستشعروا أن المشاريع العملاقة في المغرب ستذهب الى ألمانيا إسبانيا والشركاء الجدد كالصين.
وكانت الشركة الألمانية العامة ” دويتش بان” أعلنت رسميًا عن إهتمامها ببناء هذا الخط للسكك الحديدية عالية السرعة بين مراكش واكادير. ولهذه الغاية وقعت الشركة الألمانية إتفاقية شراكة مع المكتب الوطني للسكك الحديدية يوم الثلاثاء الماضي. وتهدف هذه الشراكة رسمياً إلى تعزيز تعاونهما في العديد من المجالات المتعلقة بقطاع النقل بالسكك الحديدية.
وتهدف الإتفاقية إلى تطوير البنية التحتية للسكك الحديدية المغربية من خلال تحسين أداءها و إعطائها القدرة و تجديد وتحديث البنية التحتية الحالية وبناء خطوط جديدة للنقل الحضري والإقليمي والبعيد بما في ذلك النقل بالسكك الحديدية عالي السرعة.
ولتحسين فرصها في الحصول على المشروع تهدف الإتفاقية التي وقعها الألمان مع المغرب أيضًا إلى تطوير تدابير البنية التحتية كحلول تنقل مستدامة وصديقة للبيئة لتشجيع النقل المستدام إلى السكك الحديدية لتقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون والإمتثال للمعايير الدولية. وتغطي الإتفاقية الخدمات الإستشارية والهندسية عبر سلسلة تقييم نظام السكك الحديدية بأكملها.
وجرى التوقيع بحضور وزير النقل واللوجستيك محمد عبد الجليل والوزير الاتحادي الألماني للرقمنة والنقل “فولكر ويسينج “على هامش ورشة عمل حول التنقل نظمتها وزارتا البلدين، اللإتفاق أيضا يتضمن مكونات تطوير الشبكة وتوافر وموثوقية عربات السكك الحديدية والرقمنة والتحول الرقمي وتعزيز الأصول داخل المحطات وخارجها فضلاً عن تحسين نظام الإدارة،خصوصا إذا علمنا أن المملكة مقبلة على محطات كبرى من خلال تظاهرات رياضية قارية و عالمية وربط قاري بين أوربا و أفريقيا.
وفي حال توصل الدولتين إلى إعلان نهائي على هذه الصفقة التي تربط مراكش بأكادير، تكون ألمانيا قد تمكنت من دخول عاصمة سوس دخولا رسميا عبر قطار TGV وكيف لا وهي التي يعتبر مواطنونها الألمان من بين السياح الأوائل الذين يعشقون مدينة أكادير و شواطئها الرائعة.
مجلةعائشة+وكالات