
□ مراكش 12▪︎ دجنبر ▪︎ 2025
■ هناك أحيانا في عشقنا لحظات تتسم بشيء من المذلة. نسقط فيها كما لو كنا قد ألقينا السلاح، و تنازلنا عن حقنا في الكرامة. هناك ربما بيننا، بعيدا عن كل نزعة أخلاقية و تقييمية نمطية ، من يجد ضالته في الإهانة و الذل. تحت ذريعة الحب. و هذا لا ينقص من صدق و جمالية و قوة هذا الحب. بل هناك من يذهب حتى القيل بأن الهيام في الحب لا يمكن أن يتماشى مع القيم المضحكة التي اخترعها الإنسان لنفسه. كيف يمكنك اقناعهم، و هم يدحضون كل ما يمكنك أن تقول، قبل أن تقول أي شيء؟
و بما أننا بصدد الحديث عن ثنائية الحب و المهانة، أشعر و كأن الطبيعة خلقت بعض النساء، و العكس صحيح على أية حال، ليجسدن تلك الانوثة التي تجعل أقوى الرجال أقلهم شأنا و رباطة و جأشا. العديد من النساء، مبرمجن في عقولهن و مشاعرهن، لا يدركن هذه الحقيقة البديهية، أن لهن هذه القوة الخارقة لتركيع الرجل. لنتذكر أن كل ما فعله العديد من العظماء، لا ندري دائما بغرض إرضاء أي امرأة، ولو وهمية و خيالية، التي كانت تسكن خيالهم ووجدانهم. للمرأة الواعية بأنوثتها الساحرة، في أي حقبة من عمرها، ما يجعلها بعيدة عن وصفها ب”الولية”. أمام هذا النوع من النساء، يذهب بعض الرجال في هيامهم حتى العبودية، حتى الإهانة و الرضا بالحقارة.
إعلان إشهاري

ولعل العديد من الأصدقاء من جيلي، حتى نبقى في نفس الموضوع، يتذكرون كيف كانت، في كثير من أحياء مراكش، فتيات فاتنات وساحرات للعقول. عن قصد أو غير قصد، حطمت قلوبا وعذبت مغرمين. و أذلت من لا يذل. فتيات قاتلات (femmes fatales ) ذهبت بعقول العديد، و لكل في حيه نموذج أو نماذج من هذا الشكل من الانثى المهيبة و المدهشة.
“فاتنة في الحي شيمتها الغدر”، أو هكذا تبدو لأن لا مسؤولية للجمال، في حريته و شموخه، أمام ضحاياه المساكين. من يدري، ربما يجد العديد من الناس في المذلة متعة غريبة و غامضة تستعصي أحيانا على الفهم!؟ لنترك الموضوع للأخصائيين، و متعة المذلة لمن لا يأبه بذلك، و لعل الأخيرين سيمتنون للسيدة أم كلثوم و هي تغني هذا المقطع الغني عن كل تعبير.
جليل 👇



