
الرباط يومه السبت سادس ماي 2023
مدير نشر المجلة
إستطاعت الجزائر مرة أخرى اللعب بورقة الغاز و البترول لكسب ود الرئيس السيسي الذي يتخبط اقتصاد بلاده في أزمات متتالية فبعد فشل هذا الأخير في محاولات عديدة لجلب الأموال اللازمة لإنقاذ بلاده من السكتة الإقتصادية و عدم رضوخ المملكة العربية السعودية لمطلبه المادي، التي قام بزيارة خاطفة لها حيث نشرت يومه الجمعة 7 أبريل/نيسان 2023 صحيفة “وول ستريت جورنال” عن مصادر عدة لم تذكر اسمها أن دول الخليج رفعت سقف مطالبها من شقيقتها المتعثرة مصر بعد سنوات من تقديم المساعدات المُيسرة،وما خلصت إليه الصحيفة الأمريكية ينسجم مع تقارير أخرى كانت قد نشرتها مجلات وصحف أجنبية.
ففي تقريرها المنشور مطلع أبريل الماضي أشارت صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية إلى أن الرياض تشدد الخناق على المساعدات التي تقدمها للقاهرة وغيرها من جيرانها الإقليميين،وأشارت الصحيفة إلى أن الأمير محمد يتبنى نهجا مختلفا عنوانه “السعودية أولا” وهو توجه قومي يستهدف تحقيق عوائد استثمارية أكبر لبلاده في الشرق الأوسط.وقد بات ذلك واضحا عندما أعلن الصندوق السيادي السعودي أنه سيستثمر 24 مليار دولار في مصر والأردن والبحرين والسودان والعراق، مما يعني أن المسؤولين السعوديين أصبحوا يعطون الأولوية لأرباحهم.
ومع غلق أبواب الجيران الخليجيين لمطالب السيسي، لم تجد القاهرة إلا دولة الجزائر التي تمنح بسخاء كلما تعلق الأمر بمضايقة المغرب في قضيته الوطنية الأولى وإذا إستثنينا ليبيا كونها لازالت تتخبط في الصراعات ما بعد إسقاط حكم القدافي، فإن القاهرة يبدوا موقفها أكثر غرابة!! فقبل عام من الآن وتحديدا في 9 ماي 2022، أصدر وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة ونظيره المصري سامح شكري بيانا مشتركا تلا اجتماعهما في الرباط، جاء فيها أن القاهرة تدعم الوحدة الترابية للمملكة المغربية وترحب بالجهود المغربية المتسمة بالجدية والمصداقية والرامية إلى المضي قدما نحو التسوية السياسية.
وأكد شكري حينها موقف بلاده الداعم للوحدة الترابية للمغرب والتزامها بالحل الأممي لقضية الصحراء وتأييدها لما جاء بقرارات مجلس الأمن وآخرها القرار رقم 2602 لعام 2021 الذي رحب بالجهود المغربية المتسمة بالجدية والمصداقية والرامية إلى المضي قدماً نحو التسوية السياسية وهو نفسه القرار الذي رحبت به الرباط وهاجمته الجزائر وجبهة “البوليساريو”.
ومع هذا التغيير في القواعد و اللعب بورقة البترودولار الذي تنهجه دولة الجزائر من استضافة لأحداث الإقليمية و محاولة تمرير “اعتراف رسمي” بما يسمى “الجمهورية الصحراوية الوهمية” التي يرعاها العسكر لا يسعنا إلا أن نذكر أن الأمر هذه المرة اتخذ منحى آخر ليس بإستقبال معين أو زيارة مجاملة بل هو منحى خطير و إجتماع ذي طابع عسكري لأن المشاركين فيه كانوا يمثلون حكومة الوحدة الوطنية الليبية والقوات المسلحة المصرية..
ويمكرون و يمكر الله و الله خير الماكرين..
صدق الله العظيم