مجتمع

الأستاذ محمد الغلوسي…و التحليل الصائب


لم نرد الخوض في نقاشات تافهة تفاهة اصحابها و لم نرغب قط في ذلك، لكن للضرورة أحكام و في خضم كل هذا العبث الذي أضحى يتخبط فيه المواطن المغربي لم أجد أرقى من هذا التحليل المنطقي والموضوعي لواقعة الرابور طوطو والجوانب التي يحاول البعض تحوير مرأى و مسمع الرأي العام عنها، واترككم مع التحليل بقلم الأستاذ محمد الغلوسي

الإثنين 24 أكتوبر 2022

نجحت سياسة البعض في قضية طوطو في جر جزء من الرأي العام إلى حصر الموضوع في طوطو وتقديمه للمقصلة ليصبح كبش فداء وحده ،صحيح أن ماقاله طوطو وتفوه به يشكل إنزلاقا أخلاقيا وقانونيا غير مقبول
طوطو وغيره من الأنماط الأخرى المشابهة التي تشكل حبوب تخصيب ونشر التفاهة لم تنزل علينا من السماء كقدر محتوم وإنما هي سياسة أريد لها أن تتوسع كالنار في الهشيم وحازت على كل الإمكانيات والإمتيازات والوسائل لتقتحم كل المجالات ،وهكذا أصبح طلاق دنيا باطمة وحمزة مون بيبي وتصريحات عادل الميلودي وحموضة روتيني اليومي أخبارا عاجلة ومباشرة تجهز لها الكاميرات والميكروفونات ويصبح ذلك سبقا صحفيا وسكوب يعتلي صفحات بعض المواقع ،ولذلك أريد لهذا النوع أن يشكل نموذجا في المجتمع لدفع المثقفين والنخب الفكرية والإعلامية الجادة للتواري للخلف واستهدافهم وتقديمهم للمجتمع كحالات شاذة ومعقدة غير قادرة على مواكبة تحولات العصر وفهم متطلباته ومتطلبات أجياله الصاعدة وذلك للإستفراد بالمجتمع وإحكام القبضة عليه ليصبح مثل الفريسة أمام مفترسها ،وهو أمر خطير لأنه يدفعنا الى مصير مجهول سيجد فيه الجميع دولة وشعبا نفسه أمام حالة فراغ مهول لايمكن التنبؤ بنتائجها على مستقبلنا
حذاري من نصب المشانق لطوطو الذي وجد نفسه دون أن يدري ذلك كحطب في معركة أكبر منه وترك المسؤولين عن هذه الفضيحة بعيدا عن كل مساءلة ،يتعلق الأمر بوزير الثقافة الذي إستقدمه الى مهرجان الرباط وهو على علم بشخصية طوطو وأغانيه ووفر له المنصة ليفضح ويرفع الغطاء عن السياسة الثقافية المنتهجة منذ عقود من الزمن ،وزير الثقافة دعم ذلك من المال العام وهناك من يطلب من طوطو أن يعتذر عن ماقاله وهو ماقام به اليوم وحصرت المعركة بينه وبين بعض المشتكين الذين لجأوا إلى القضاء وهذا حقهم المشروع ،لكن لازلنا ننتظر أن يعتذر الوزير ويحاسب عن زلاته لأن ذلك يعد من أبجديات المسؤولية العمومية ،لكن في بلدنا العزيز تمر الفضائح تلو الفضائح ولاشيء يقع للمسؤولين عنها ويتم الإكتفاء دوما بأكباش فداء !!!
محمد الغلوسي

http://www.salidor.com/

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى