مجتمع

حيوية و نشاط بعد سن السبعين..

 

العديد منا، حين يتقدم في السن و يشيخ، يموت وهو لا زال حيا يرزق. و كيف له ألا يموت قبل الأوان و هو اغلق جميع نوافذ الحياة و الأمل، و ركن الى اليأس و استقر بدون رجعة في شعوره بالحزن و القلق و فقدان الشغف في الحياة؟ مشكلة التقدم في السن ثلاثية الجوانب، إذ تتجلى في تلاشي الثقة بالصحة النفسية و الذهنية و الجسمية، مما يجعل العديد منا، كمغاربة، يردد عبارات من قبيل: ” كانتسناو ساعتنا”، أو ” الله يرزقنا حسن الخاتمة”، أو “من الدار للجامع و من الجامع للدار”، للتعبير عن فراغ حياتنا من كل ما هو كفيل بإضفاء معنى و دينامية جديدة عليها، أو عبارات أخرى تندرج في ثقافة الموت و الهلاك، وتعطيك ارتساما بأنك تبحث عن نفسك بين الموتى و انت حي.

يستقيل الكثيرون من الحياة حين يبلغون من العمر أينعه، ويصبحون عبئا على أنفسهم قبل أن يكونوا عالة على الآخرين. التقدم في السن لا يضيف سنوات أخرى للحياة بقدر ما يزيد حياة إلى العمر التي يتجدد مع مرور السنين. قد نكبر و لا نشيخ، و نراكم السنين دون أن نهرم و نخرف، بل قد ننضج اكثر و نينع و الشيب يزحف على رؤوسنا، إذا نحن ادركنا أن هذا الايناع جدير بأن يجعلنا نستمتع بالحياة، خصوصا إذا نحن عشنا في وسط عائلي و إجتماعي يساعد على ذلك، و تتبعنا نظاما غذائيا و اسلوب حياة يساهمان في جعل شيخوختنا بعيدة عن الأوهام الشائعة التي نسجناها حولها.

 

مراكز إهتمام عدة، كالقرائة و الكتابة، و الموسيقى و الرياضة و السفر، و الحب في شتى ابعاده وتجلياته، والقيام باعمال البستنة، و تعلم التصوير أو العزف على آلة موسيقية (على سبيل المثال لا الحصر)، يمكنها أن تضفي على عمرنا المتأخر نكهة خاصة، و تجعل تقدمنا في السن مناسبة لجني ثمرات السنين الماضية. أصبحت الشيخوخة اليوم فنا لتدبير المرحلة النهائية من مسار الإنسان، و علما يدرس في وجوهه المختلفة (العلل الجسمية و النفسية و الذهنية)، الشيء الذي جعل المسنين في الدول الغربية ( وهذا يحسب لهم) يبلغون، بالمقارنة، أضعاف المسنين في الدول الهشة و المتخلفة. ولنتذكر أخيرا ماجاء به “،فريدريك سالدمان”، الأخصائي الفرنسي الكبير في الطب التنبؤي و الصحة الغذائية، حين قال: “إن اي وفاة قبل مائة و عشرين سنة هي وفاة مبكرة”.
للتأمل إذن!

سيدي عبد الجليل

http://www.salidor.com/

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى