مشاهير

ريم الطفلة العراقية من لاجئة إلى وزيرة ألمانية

تستمر المفاجئات عبر أقطار العالم،حيث تتحقق الأحلام و يتحول المستحيل إلى واقع،ودائما ماكان أبناء العرب في دول المهجر يخطفون الأضواء بتميزهم في عدة مجالات،و في خطوة مفاجئة، تولت ريم العبلي رادوفان، ذات الأصول العراقية، منصب الوزيرة الاتحادية للتعاون الاقتصادي والتنمية في ألمانيا، لتصبح أصغر وزيرة في الحكومة الجديدة عن عمر 35 عامًا.

قصة رادوفان، التي بدأت في دار للاجئين في ولاية مكلنبورغ-فوربومرن، تتحول اليوم إلى قصة صعود ملهمة، لكنها في الوقت نفسه تثير نقاشا واسعا بسبب مواقفها المثيرة للجدل.

ولدت رادوفان عام 1990 في موسكو لأبوين عراقيين مسيحيين، ووصلت مع عائلتها إلى ألمانيا لاجئة عام 1996. تتقن الألمانية والعربية والآشورية، ووصفتها وسائل إعلام ألمانية بأنها “مفاجأة الحكومة الجديدة”، و”اللاجئة التي أصبحت وزيرة”.

رادوفان متزوجة من الملاكم المحترف دينيس رادوفان (32 عاما) ورزقت بطفل عام 2023، لكنها لم تأخذ إجازة أمومة بسبب التزاماتها السياسية. تمارس الملاكمة في أوقات فراغها.

تعيينها جاء في إطار رؤية لارس كلينجبيل، زعيم الحزب الاشتراكي الديمقراطي، لتعزيز تمثيل الشباب والنساء والتنوع في الحزب. يرى كلينجبيل أن شخصيات مثل رادوفان تجسّد “الحزب الاشتراكي الحديث”. غير أن هذا التعيين أثار أيضًا تحفظات، لا سيما بسبب قصر تجربتها السياسية ومواقفها التي يعتبرها البعض مثيرة للانقسام.

دخلت رادوفان السياسة الفيدرالية عام 2021 بعد فوزها بتفويض مباشر في دائرة “شفيرين-لودفيغسلوست-بارشيم الأولى”، لتصبح أول عضو في البوندستاغ من مكلنبورغ-فوربومرن من أصول مهاجرة، حسب مجلة “دير شبيغل”. بدأت مسيرتها السياسية في دار للاجئين الذي احتضن عائلتها، ثم شغلت منصب مفوضة التكامل في شفيرين، بدعم من رئيسة وزراء الولاية مانويلا شفيسيج التي اعتبرت تعيينها تمثيلًا قويًا للولاية.

في عام 2024، تصدرت قائمة الحزب في الولاية بعد منافسة ضيقة مع السياسي فرانك يونغ، ما عزز موقعها السياسي داخل الحزب.

خلال فترة عملها كمفوضة للتكامل (2021–2025) ومكافحة العنصرية (2022–2025)، واجهت رادوفان انتقادات من وسائل إعلام مثل “بيلد” بسبب ما اعتُبر غموضا في أولوياتها. مواقفها قسمت الآراء: فبينما أشاد البعض بدفاعها الصريح عن التنوع وحرية التعبير، انتقدها آخرون لترددها في قضايا حساسة. فمثلًا، في عام 2022 دعت إلى عدم التمييز ضد الروس بعد اندلاع الحرب في أوكرانيا، ووصفتها بأنها “حرب بوتين”. وفي عام 2024، أكدت ضرورة حماية الطلاب اليهود ومعاقبة معاداة السامية، لكنها في الوقت ذاته دافعت عن حق التظاهر السلمي بشأن غزة دون اتخاذ موقف واضح من الاعتصامات الطلابية، ما أثار استياءً في صفوف الكتلة البرلمانية، خاصة مع معارضتها سياسة الهجرة الصارمة التي تنتهجها حكومة “إشارة المرور”.

كرئيسة لوزارة التنمية، تتبنى رادوفان رؤية إنسانية ترتكز على بناء عالم أكثر عدالة. تسعى لتعزيز الشراكات مع دول إفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية، ومكافحة الفقر، ودعم مشاريع مثل الهيدروجين الأخضر. تعتبر التنمية وسيلة لتحقيق الأمن والاستقرار، وتروّج لفكرة الهجرة المنظمة التي تلبي حاجات الاقتصاد الألماني وتحقق مكاسب للدول المصدّرة للمهاجرين، بحسب ما نشره الموقع الرسمي للوزارة.

وبينما يرى فيها البعض رمزا للأمل والتنوع والتمكين، يتخوّف آخرون من أن قلة الخبرة والمواقف المتذبذبة قد تشكّل عائقًا في طريق طموحاتها. لكن رغم ذلك، تبقى رحلتها – من لاجئة إلى وزيرة – مصدر إلهام إنساني وسياسي، وتجسيدا لفكرة أن الطموح قادر على تغيير المصير.

وكان فريدريش ميرتس قد انتُخب مستشارا اتحاديا جديدا في الجولة الثانية من التصويت داخل البرلمان الألماني، وتسلم وثيقة التعيين رسميا من الرئيس فرانك-فالتر شتاينماير. لاحقا، أعلن ميرتس عن تشكيل حكومته التي ضمت 17 وزيرا من حزبه “الاتحاد المسيحي” وحزب المستشار السابق أولاف شولتس (الحزب الاشتراكي الديمقراطي)، وأدّى الوزراء الجدد اليمين الدستورية.

مجلة عائشة+القدس العربي

http://www.salidor.com/

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى