
تاج المرأة
الرباط /09 غشت 2025
في فترة الصبا والطفولة، كنا نلاحظ عادة جميلة وراسخة عند النساء آنذاك، كانت تثير فضولنا وتجذب انتباهنا، حيث كنا نرى فيها رمز الأنوثة المتفتحة، التي شكلت رؤيتنا الأولى للمرأة و أسست لتصوراتنا الجميلة عنها. في الماضي، كانت النساء والشابات يقضين ساعات في تسريح شعرهن، في عملية تجميلية ألهمت الشعراء والزجالين لكتابة أبيات شعرية جميلة عن جمالهن وأنوثتهن. ومازالت قصيدة “ميعاد” للشاعر عبد الرفيع الجواهري، التي غناها عبد الهادي بلخياط، تذكرنا بجمال هذه اللحظات، حيث يقول فيها، إذا كنتم تتذكرون “لا زلت أذكر أنها كانت تصفف شعرها، خجلى تحملق حولها”. تغير كل شيء اليوم، مع انتشار صالونات التجميل وأشكال جديدة لتسريح الشعر في عصرنا الحالي، مما جعل من الصعب على الشباب اليوم تقدير شاعرية هذه اللحظات الجميلة التي عشناها نحن.
والشيء بالشيء يذكر، كنت أسترق قرائة روايات إحسان عبد القدوس التي كانت ابنة خالتي، أكبر مني سنا آنذاك، تقرأها وتحبها بشغف. كان وصف لحظات تصفيف الشعر عند بطلات هذه الروايات من أجمل ما قرأت في طفولتي، حيث كانت هذه الحسناوات تائهات في عوالم خاصة بهن، يصففن شعرهن خلف نافذة شفافة، يحلمن ويتبسمن ويتنهدن. ذكريات جميلة لا زالت حاضرة في مخيلتي كنجوم لامعة في سماء الذاكرة. اليس شعر المرأة تاجها الذي يجعلها سيدة و ملكة؟
جليل
لمجلة عائشة+مواقع