
الرباط يومه السبت 19 يوليوز2025
بقلم جليل “مسألة أناقة ”
سألت شخصا أعرفه، بدأ يسب و يهين زوجته بعد أن طلقها وله معها أطفال: ” هل كنت تحبها و هل كانت تحبك؟ فأجاب بنعم، لكن….” و صار يشرح و يبرر و يعلل، محملا زوجته المطلقة المسؤولية في فشل علاقتهما، قبل أن أقاطعه: “لنأخذ، جدلا، بما تقول صديقي، علما أنه من العبث إلقاء مسؤولية فشل علاقة ما على طرف واحد، هل كل هذا يجيز لك الحديث عنها بهذا الشكل الشنيع و المذل؟ اليس من الأفضل أخلاقيا عدم التحدث بأوصاف مهينة عن شخص كنا نحبه و كان يحبنا، خاصة مع وجود أطفال؟
غني عن البيان أننا، بسبب طبيعة الموروث الثقافي الذي يحدد منطق العلاقة بين الرجل والمرأة، نفتقد لأخلاق العلاقة الناضجة والمحترمة بين الجنسين، سواء كانت هذه العلاقة في إطار الزواج أو خارجه. لا أفهم شخصيا كيف يتسنى لامرأة أو رجل، كما هي القاعدة عندنا مع الاسف، أن يشتموا من كان ( أو من كانت) مصدر الهامهم و عشقهم في الماضي.
كيف يخول لعاقل أن يسقط في الدنائة و الخبث و يفشي أسرارا وجب أن تبقى دفينة و شخصية. لا أظن أن هناك ممارسة أقذر من هذه التي تدفع العديد، بعد الفراق، خصوصا بعد الطلاق، للتنكيل بمن كان رفيق الدرب، ولو لمدة قصيرة، ولو كانت العلاقة خارج اطار الزواج. ما أدراك لو كانت في إطار مؤسساتي مع تواجد أطفال! إنها مسألة أناقة فكرية، و في بلد يئن في بحر قبحه و تخلفه، لا مكان لا للفكر و لا للأناقة.
يقول نجيب محفوظ في هذا السياق: “إذا انتهت علاقتك يومًا ما بإنسان أحببته، فاجعل من قلبك مخبأً سريًا لكل أسراره وحكاياته، فالعلاقات أخلاق”