
أنغام من فن الملحون
يعود فن الملحون في بلادنا، و في شمال أفريقيا بصفة عامة حتى لا نسقط في منطق الإقصاء بالنسبة لجيراننا إلى قرون، حيث توارثته، كما يعرف الجميع، العائلات التي تنعث ب”الأصيلة”، خصوصا في المدن العريقة و المتجذرة في عمق تاريخننا و حضارتنا كمغاربة و كمغاربيين. قيل و كتب الكثير عن هذا الفن الذي جعل اللغة العامية ترقى الى مستوى الإبداع الشعري، و ها هو اليوم يشكل نقطة مرجعية قوية لهوتنا، ومصدرا للإلهام الغنائي الشعبي لكثير من الفنانين المولعين بهذا الفن العريق. أسماء وازنة من شيوخ و حرفيين و شعراء و زجالين (و حتى بعض السلاطين أحيانا) نظموا قصائد للتاريخ، لا زالت عالقة بأذهاننا و بقلوبنا.
بل أصبح لهذا الشكل الغنائي “مريدون”، يساهمون بشكل كبير في الحفاظ على هذا الموروث الثقافي، عبر توثيقهم للقصائد و تتظيمهم لمحاضرات و مهرجانات و إجراء أبحاث و دراسات لهذا الشكل الغنائي الذي ألهم و أطرب العديد. أضحى اليوم فن الملحون من هويتنا الثقافية، لما يشهد به عن التقاليد و العادات المتبعة في فترات مختلفة من تاريخ أجدادنا. فلا غرابة إذن أن يدرج فن الملحون في قائمة التراث العالمي لليونسكو.
من أجمل ما توارثناه في هذا الفن الشعري و الغنائي ( حتى لا أطيل عليكم، و لكي لا اتطفل شخصيا على فن له أخصائيوه العارفون بشتى أبعاده)، تلك القصائد الرائعة عن العشق، عن الحب، و حتى عن الجنس، المحتشم منه و الجريء. قصائد تتفاوت في جرأتها، معبرة عن مخيال جماعي حول لوعة و شغف العشاق، تذهب أحيانا حتى كسر التابوهات و الممنوعات، من أجل الإبداع و التشبع بالطرب الأصيل.
أقترح عليكم هذه المقاطع من قصائد مأثورة من فن الملحون، ليست بالضرورة لصيقة بالغزل الصريح و الفاحش، حتى لا أخدش حياء كل من يقرأ هذه السطور التي أشكركم على تقاسمها معي اليوم…
دمتم دائما أعزائي أصحاب الذوق الرفيع وعشاق الفن الأصيل
👇
عبد الجليل
https://www.facebook.com/reel/1356355195077958?mibextid=cPPFEZ&s=chYV2B&fs=e
المصدر: مجلة عائشة+وكالات