أقوال الصحف

العمل لأربعة أيام بدل خمسة….. بين مؤيد و رافض للفكرة

يوم الثلاثاء 04 أكتوبر 2022

لازالت جائحة كورونا ترخي بظلالها على عدة تغيرات يعرفها العالم حيث انه و في الفترة الفترة الأخيرة لجأت بعض الدول والشركات والمؤسسات الكبرى لتطبيق فكرة العمل لأربعة أيام بدلاً من خمسة التي كانت سائدة لعقود طويلة.

لقد كان العمل لخمسة أيام  أو 40 ساعة أسبوعية مكسبًا عماليًا كبيرًا عند اعتماده في الولايات المتحدة الأمريكية في النصف الأول من القرن الماضي، بعد أن كان العمال يكدون في العمل  لعدة  ساعات متواصلة قد تصل الى حدود (12 أو 16 )ساعة يوميًا.
الشيء الذي كان يزيد من
الإرهاق والتوتر للموظفين و العمال على حد سواء ومع هذا كله بدأت الأصوات تطالب بتطبيق خطة العمل لأربعة أيام في الأسبوع…

وقد تمحورت رؤية هذه الشركات  حول أنه قد لا يكون الحفاظ على 100٪ من الإنتاجية أمرًا بالغ الأهمية إذا كان بإمكان الشركة توفير تكاليف الرعاية…
لهذا بدأ عدد متزايد من الحكومات بالفعل تجاربها الخاصة لساعات العمل المخفضة، أو دفع و تشجع الشركات على القيام بذلك.

تقول شبكة CNN إن العمل لمدة أربعة أيام بدأ ينشر في جميع أنحاء العالم، لأن المستقبل ينبأنا أن الناس تميل لقضاء وقت أقل في العمل.

هل كانت تجربة ناجحة؟ ؟

قالت معظم الشركات المشاركة في برنامج تجريبي لأسبوع عمل مدته أربعة أيام في بريطانيا إنها لم تشهد أي خسارة في الإنتاجية أثناء التجربة، بل في بعض الحالات شهدت تحسنًا كبيرًا، وفقًا لمسح ما زال مستمرًا في بريطانيا.

استمرت التجربة 6 أشهر، وحصل فيها الموظفون في 73 شركة على يوم إجازة مدفوعة الأجر، وقالت 35 شركة من 41 شركة استجابت للاستطلاع إنها “من المحتمل أو من المحتمل جدًا” أن تفكر في الاستمرار لمدة أربعة أيام في  الأسبوع بالعمل بهذه   التجربة في أواخر نوفمبر.

حيث ان جميع الشركات الـ 41 باستثناء شركتين قالت: إن الإنتاجية كما هي أو تحسنت، ومن اللافت للنظر أن ست شركات قالت إن الإنتاجية تحسنت بشكل ملحوظ.

حلم منذ عقود

الحديث عن أسبوع العمل لمدة أربعة أيام كان موجودًا منذ عقود، ففي عام 1956 قال نائب الرئيس آنذاك ريتشارد نيكسون إنه توقع ذلك في ” المستقبل غير البعيد “.

على الرغم من أنه لم يتحقق على نطاق واسع، إلا أن التغييرات في مكان العمل بسبب وباء الفيروس التاجي حول العمل عن بعد والهجين أعطت زخماً للأسئلة حول جوانب العمل الأخرى. هل نعمل خمسة أيام في الأسبوع لمجرد أننا فعلنا ذلك بهذه الطريقة لأكثر من قرن، أم أنها أفضل طريقة حقًا؟
قبل عدة أيام أعلنت شركة مايكروسوفت(1) عن نتائج تجربة تضمنت إعطاء الموظفين في فروعها باليابان يوم عطلة إضافي بحيث يعملون أربعة أيام فقط أسبوعيا والتي جاءت لتقول إن معدل الإنتاجية ارتفع بقيمة نحو 40% مع مزايا أخرى إضافية كتخفيض حجم الورق المطبوع بقيمة 60% وانخفاض نفقات الكهرباء بقيمة 23% جاء ذلك كله كمحاولة لتطبيق برنامج جديد للتعامل مع الموظفين يحاول أن يوازن بين حياة الناس وعملها (Work-Life Choice Challenge)

أما في جمهورية غامبيا إحدى دول الغرب الأفريقي، فقد طبّق الرئيس يحيى جامع منظومة عمل حكومية يعمل الموظفون بها من الاثنين إلى الخميس،  وقد بدأ العمل بتلك المنظومة في العام 2013 لكن الرئيس الذي جاء من بعد  السيد آدم بارو، غيّر المنظومة مرة أخرى في العام 2017 ليعمل الموظفون 5 أيام في الأسبوع، لكن لا توجد لدينا أي إشارات بحثية حول أثر منظومة أربعة الأيام على حياة الموظفين الخاصة وإنتاجيتهم
في النهاية، وبعيدا عن الكثير من التنظير و الإحتمالات، فإن الدافع و حاجة إلى تقليل ساعات العمل في العالم المعاصر متوفرة، في أوروبا و متوسط عدد ساعات العمل الأسبوعي أقل من الولايات المتحدة الأميركية، رغم ذلك فإن الإنتاجية الأوروبية، في المتوسط أكبر… أضف إلى ذلك أن وسائل التواصل ودخولنا إلى عصر المجتمع الرقمي، قد وفّر آليات أكثر سهولة وفاعلية لتحقيق الإنتاجية نفسها في وقت أقصر، ما يعني أنه يمكن بالفعل لنظام عمل جديد أن يكون أفضل و قد تقول إنه شيء “غير مألوف” لكنّ مواطنا مثلك، في دولة ما قد قال الكلام نفسه حينما أخبره أحدهم قبل قرن مضى-إن 12 إلى 15 ساعة عمل يوميا هي شيء غير طبيعي!
بالنسبة للوطن العربي، فإننا للأسف لا نمتلك الكثير من البيانات، لكن الإشكالية الكبيرة هي أن هناك ترديا واضحا في حقوق الموظفين جرّاء ضعف منظومة الإشراف الحكومي على العمل في العديد من الدول، يفتح ذلك الباب لاستغلال الموظفين و المستخدمين والاجراء  وفي استقصاء بسيط لمحرر “ميدان” تحدث الكثيرون عن أكثر من 60 ساعة في الأسبوع، وتحدث البعض عن مطالبات الشركات بالعمل في أيام العطلة، كاتب هذا التقرير قد عمل في فترة ما -بإحدى الدول العربية- مسافة 80 ساعة عمل في الأسبوع، وهو نظام عمل طبيعي للصيادلة في الكثير من الدول العربية، قد ينزل إلى 60 ساعة عمل بحد أدنى.

في كل الأحوال، فإن النظام العالمي المعاصر -رغم أنه تغيّر بوجود الحالة الرقمية- ما زال واقعا في إرث الحالة القديمة التي صدّرتها الثورة الصناعية، لا نقول إن أربعة أيام عمل بالأسبوع هي حالة مثالية ضرورية يجب أن نطبقها الآن، ولكن نقول إن هناك حاجة إلى تأمل الأمر، أنت كذلك يجب أن تتأمل الأمر، ساعات العمل الطويلة ليست بالضرورة مرادفا للفضيلة أو للمكسب الكبير، وفي المقابل فإنها قد تكون ضارة لصحتك الجسدية والنفسية، لذلك اهدأ قليلا واحسب الأمور بحياد، بحيث لا تقع في أسر الكسل، أو وهم “فضيلة العمل الشاق”، ثم اتخذ قرارك.

المصدر :  عايشة +الجزيرة ( وكالات)

http://www.salidor.com/

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى