
تعريف الخيانة الزوجية
الخيانة الزوجية هي إثم ومعصية وانحراف عن القيمة السليمة ومن جانب آخر يمكن للخيانة الزوجية أن تكون تعبيرا عن العدوانية والغضب وأن تكون سلاحا ضد الزوج أو الزوجة، وهذا السلاح مدمر بالطبع لكلا الطرفين ، فالزوجة مثلا حين تخون زوجها يمكن لها أن تشعر بنوع من القوة، وتزداد في نظرها أهميتها وتقديرها لذاتها، كما تشعر بأنها قد فرغت غضبها على زوجها وأنها انتصرت عليه ولو بشكل منحرف، والعكس صحيح ،هذا ويمكن اعتبار الخيانة الزوجية أيضا جريمة كبيرة يمكن للزوج أو الزوجة أن يقترفاها وتختلف شدتها، بين المتوسطة والشديدة ، إذ أن الأشكال المخففة منها تأخذ شكل النظرة الخاصة أو الليونة في القول أو القيام بحركات تثير الطرف الآخر، وهناك أشكال متوسطة الشدة مثل الخلوة وتبادل الإعجاب والاستلطاف والكلام الخاص ، وأما الأشكال الشديدة فهي اللقاء الجنسي بكافة أشكاله ودرجاته مع طرف آخر خارج مؤسسة الزواج .
أسباب كثيرة تدفع إلى ارتكاب جرم الخيانة الزوجية في حق احد الطرفين
مما لاشك فيه أن الخيانة الزوجية أصبحت ظاهرة تنتشر بشكل كبير في مختلف المجتمعات وذلك بعد أن كانت ظاهرة تقتصر فقط على الدول الغربية، ويعود ذلك إلى عدد من الأسباب، التي يعد الانحلال الأخلاقي في مقدمتها، إضافة إلى ميوعة الأخلاق والقيم التي لها دور واضح في انتشارها ، إضافة لقيم الحياة الاستهلاكية والمادية التي تؤكد على مبادئ اللذة والمتعة وتتهاون في ضرورة ضبط الإنسان لرغباته ولذاته، فضلا عن ازدياد الصراع بين الرجل والمرأة والاقتتال بينهما، وغير ذلك من الأسباب.
وهذا ما يدل على أن الخيانة الزوجية جريمة يشترك فيها الزوجان ، حيث يساهم الرجل بضغوطه وإيذائه لزوجته وهضمه لحقوقها بتشجيعها على الخيانة ومن ثم على الانتقام منه بشكل خاطئ، ومن المتوقع أن زيادة القهر والظلم تؤدي إلى الفعل العدواني والذي يمكن له أن يأخذ شكل الخيانة الزوجية عند المرأة، كما أن خيانة الزوج لزوجته تشجع على خيانة المرأة لزوجها.
وهناك خيانة عابرة مؤقتة ، وخيانات متكررة ويرتبط ذلك بشخصية الفاعل والظروف الخاصة في كل حالة .
تعرضت لأبشع صورة للخيانة الزوجية والتي لم أتوقع يوما أني سأعيشها
في هذا الصدد نعرض قصص بعض الأشخاص الذين تعرضوا للخيانة أو قاموا بتنفيذها في هذا التحقيق الذي روت فيه نزهة 40 عاما قصتها التي تعرضت فيها لأبشع صورة ألم وحسرة بسبب الخيانة الزوجية، ولم تستطع حتى الدفاع عن حقها، ووضع حد للتهاون في حقوقها، وتجاوز حدود ابتذال كرامتها، حيث أكدت في حديث خاص لـ ” مجلة عايشة ” أنه لم يخطر في بالي يوما أني سأكون ضمن أولئك الذين تعرضوا لهذه التجربة المريرة، إذ كانت حياتي الزوجية شبه طبيعية، وتسير الأمور بيني وبين زوجي، كما تسير في أي منزل، أو كما كنت أظنها تسير، في حين لم يشأ القدر أن أحمل إلا في وقت متأخر، وذلك بعد أربع سنوات من الزواج، وقد أضفى المولودان الأول والثاني، جوا أسريا أكثر دفئا على علاقتنا الزوجية، لكن مع شعوري بهذا الدفء، كنت أشعر بالغيرة الطبيعية على زوجي، والتي زادها حديث أخواتي المتزوجات لي، ونصائحهن المستديمة، حول ضرورة مراقبتي لتصرفاته، وسلوكياته، متذرعات بأن الرجل حينما تنجب الزوجة، يطمئن لعدم اتخاذها أي إجراء بحقه لأجل أطفالها، فبدأت ألحظ ما لم يلفت انتباهي من قبل، من خلال اتقاد نيران الغيرة حين تأخره بالعودة إلى المنزل، أو أثناء مكالماته التي تستمر لساعات في هاتفه المحمول، وحرصه على عدم تواجدي في المكان أثناء المكالمة”.
وأضافت نزهة أنه ” ليس من عادتي أن أفتش هاتف زوجي، ولا جيوب ثيابه، أو استراق السمع على مكالماته، ربما لخوفي من تعرضي لصدمة ما ، مما أدى إلى أن أعيش معه حالة توتر دائم ، وحالة من القلق المختلط بالخوف من الصدمة، والشك الذي يكبته عدم وجود دليل ملموس لمصارحته، وفي يوم فتح طفلي ابن السبع سنوات مقطع فيديو بجوال والده، من باب الفضول الطفولي البريء، أثناء استحمام والده، الذي ترك هاتفه المحمول على طاولة التلفاز، ومن ثم أخذت في تأنيب الطفل، وكان مقطع الفيديو، لزوجي وهو يرقص مع عدد من الفتيات، وهنا عرفت أن زوجي يخونني بالفعل ، إلا أني لم استطع اتخاذ أي إجراء رغم أني واجهته بالأمر إلا أنه أنكر كل شيء ، وكلما فتحت الموضوع إلا ويتهرب منه ،رغم أني لم أحرمه من أي شيء وأهتم بنفسي جيدا وأغير من شكلي بين الفينة والأخرى وأغير لون شعري إضافة إلى ألوان ملابسي وغيرها من الأمور التي إذا لم تكن متوفرة تقود الزوج إلى الخيانة ، ورغم أنها كانت متوفرة لدى زوجي إلا أنه يعشق الخيانة ، ولم أستطع أن أبعده عنها، فبقيت أعيش معه على هذا الوضع رغم الخلافات ورغم أني أكون على علم أنه في أحضان إحداهن ، أعيش الآن معه تحت سقف واحد والغيرة تأكلني والألم يذبحني ، لكن لا أستطيع أن أطلب الطلاق مخافة تشتيت شمل أسرتي وضياع أطفالي.”
إهمال زوجي لي قادني إلى خيانته مع رجل آخر أشعرني بأنوثتي
ومن جانب آخر أكدت أمنية أن ” سبب خيانتي لزوجي، في وقت سابق، هو الفراغ العاطفي الذي كنت أعيشه معه ، إذ أن ارتباط زوجي بالمنزل كان مقتصرا على المجيء متأخرا والنوم، ومن ثم الاستيقاظ مبكرا والخروج حيث كان تركيزه لا يذهب إلا للعمل، في حين أظل لساعات وحيدة في المنزل،وقد أقدمت على خيانة زوجي عدة مرات مع أحد الأشخاص الذي تعرفت عليه وأنا أدفع فواتير الكهرباء والذي تعامل معي بطريقة جد مميزة جعلتني أشعر بأنني أنثى ، هنا تحركت مشاعري وانسقت نحو رغباتي ونزواتي التي رمت بي في الهلاك ، بعد أن تعرضت لحادث سيارة وأنا رفقة عشيقي الذي كان بدوره يخون زوجته معي ونحن متجهين إلى منطقة خارج المدينة حيث لا يعرفنا أحد من أجل أن نقضي بعض الوقت معا ، وبعد الحادث الذي نقلت على إثره في حالة خطيرة إلى المستشفى ، فضح المستور وانتهيت بخسارة كبيرة إذ فقدت احترام أسرتي وطلقني زوجي الذي كان سيقتلني بعد أن اكتشف الموضوع ، وتركت مدينة بنسليمان وانتقلت إلى مراكش حيث لا يعرفني أحد لأبدأ من جديد وكلي ندم على ما فعلت، وهنا تذكرت قول رسول الله صل الله عليه ويلم حين قال ” أيما امرأة ماتت وزوجها راض عنها دخلت الجنة .”
اكتشفت خيانة زوجتي بعد عودتي من السفر في موعد مفاجئ
وكشف عزيز موظف في إحدى الشركات في حديث لـ ” مجلة عايشة ” أن ” زوجتي أقدمت على خيانتي بطريقة بشعة جدا ،ولم أكن أتوقع منها ذلك لا سيما بعد قصة الحب التي جمعتنا معا والتي عشنها قبل الزواج وحتى بعد الزواج ، فقد كنت أعاملها بطريقة تجعلها أسعد امرأة في الدنيا ، ولم أحرمها من أي شيء وكوني ميسور الحال فقد طلبت منها الجلوس في المنزل بعد الزواج حتى تكون مرتاحة وبعيدة عن مشاكل العمل وأرقه وتعبه، وبحكم طبيعة عملي فقد كنت أسافر كثيرا ودائما ما آخذها معي إذ نستغل الفرصة أولا للعمل ثم الاستجمام وقضاء أروع الأوقات سواء كان السفر داخل أو خارج المغرب، وكنت أقوم بذلك حتى لا أتركها وحيدة في المنزل فتشعر بالملل لا سيما أنه لم يكن لدينا أطفال، لكن بعد ذلك أصبحت ترفض السفر معي بحكم أنها تتعب كثيرا ، وبت أسافر وحدي وأتركها في المنزل، ولا أكف عن الاتصال بها حتى لا تشعر بالملل لا سيما أنها بعيدة عن أهلها ، وكنت أقدم مجموعة من الطلبات لأستقر في عملي بصفة نهائية وألا أسافر مرة أخرى ، و في إحدى المرات سافرت إلى دبي وكنت سأقضي 3 أيام إلا أنه وقع تغيير في المواعيد فعدت في نفس اليوم ليلا ، ولم أخبر زوجتي بالموضوع حتى تكون مفاجئة لها ، لتكون المفاجئة هي التي تنتظرني بعد دخولي غرفة النوم ورؤية زوجتي بين أحضان رجل آخر، غريب وفي فراشي ومع زوجتي ، كانت صدمة قوية بالنسبة لي لدرجة أني لم أحرك ساكنا وقفت في مكاني وأنا لا أصدق ما رأته عيناي، هربا من غرفة النوم ، ولم أجد لهما أثر بعد ذلك، حادثة دمرت حياتي ودفعتني إلى الهجرة خارج المغرب والعيش في دبي مدة 5 سنوات ، والتي مرت كأنها كابوس مزعج وطيف النساء يلاحقني في كل مكان، 5 سنوات من العلاج النفسي ومتابعة الأخصائيين حتى أعود إلى طبعي وعهدي، لا سيما أن هاجس الانتقام كان لا يفارقني حتى بعد أن طلقت زوجتي إلا أني كانت رغبة قوية بداخلي لقتلها، لكن رغم أني تخطيت المحنة إلا أني ما زالت أكره النساء ولا أستطيع أن أثق بهن ولا أرغب في الارتباط ولا الزواج من جديد .”
ضعف الوازع الديني والانحلال الأخلاقي يقود إلى ارتكاب المعصية في حق الزوجين
فيما أكد الشيخ عبد الرحيم نعمان أن ” للمجتمع دور مهم في تفشي ظاهرة الخيانة الزوجية من كلا الطرفين أو الحد منها، فضلا على أن الالتزام بتعاليم الدين الإسلامي، هو المنقذ من الوقوع في مثل هذه المشكلة الاجتماعية، التي قد تعتري العلاقة الزوجية، فضعف الوازع الديني هو المحك، وعليه تترتب العديد من المشاكل التي قد تقود إلى الخيانة الزوجية، ومنها إلى مشكلات اجتماعية أخرى أشد خطرا من الخيانة، وأن العلاج يكون بالعودة إلى الله ومراقبته والتوبة، وبحسن اختيار الزوج أو الزوجة قبل الزواج، والحرص على حسن المعاملة وتأدية الحقوق بين الزوجين، بالإضافة إلى إشباع العاطفة النفسية لدى الطرفين وذلك بالكلام الجميل العاطفي والمودة والرحمة، وتبادل الاحترام، ومراعاة المشاعر وحل المشكلات الزوجية أولا بأول، واستشارة أصحاب التخصص في علاج الأمراض النفسية أو العضوية التي تعيق الحياة الزوجية، فضلا عن التقييد بالقيم الدينية والأخلاقية والابتعاد عن المغريات التي تقود إلى ارتكاب مثل هذه التصرفات الغير أخلاقية والتي لا ينتج عنها سوى الدمار والهلاك وتشتيت الأسر وضياع الأبناء بالدرجة الأولى .”